vendredi 17 avril 2009

أيا شاعر الحسن ... ترى هل تغنيت في حسن نابل ؟


أكاد أحس إذا زرت نابل بأني ازور حدائق بابل
يكلمني الزهر في كل ركن وتضحك في مقلتيا المشاكل
وترسل نافوراة في الفضاء مياه تذوقك احلى المناهل
وينتشر الحسن فوق رباها وتبدو الأزاهير مثل المشاعر


واحتار في أمرها إذ أراها وأتساءل عن سر أسرارها أتساءل
ويفتنني الحسن في كل ركن وما كنت عن ذلك الحسن غافل
وخزافهم ساحر ماهر يحيرنا فنه المتكامل
يرا كتلة الطين في أنامله فيبقى يغازلها بالأنامل
ويخلق منها ودائع فن فيدهشني بالذي هو أهل


فلاحهم في البوادي يغني ويبقا مدى عمره متفائل
وبعد جهد جهيد تراه يخصب أرضاً بضرب المعاول
تجول حاصداته في الأرض كما جال أجدادنا في المناجل
وأغمارها في البيات رياحاً كما ترسل الغانيات الجدائل


رأيت القرى والمدائن فيها يسائل عن حسنها كل سائل
يشد إليها الزائرون الرحال وتطوى إليها جميع المراحل
ويقصدها السائحون سيولاً من القادمين إليها قوافل
من الشرق والغرب عجما وعرباً بقلب أتى في المسرة آمل
وأسمع ألسنة القوم فيها قد اختلطت أمماً وقبائل
ويلقط سمعي ألوف الغات فأحسب أني في برج بابل
ولكن إحدى الحسان دعتني وما كنت في أن أراها بآمل
أيا شاعر الحسن ... ترى هل تغنيت في حسن نابل ؟

Noureddine Sammoud
Voyage à travers les parfums (1969)

Aucun commentaire: